آخر التعليقات

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

فن الزرابي


يعتبر قطاع الزرابي إحدى الفنون التقليدية التي تزخر بها مدينة سلا، أهلته مكانته لأن يحتل الصدارة في هرم الحرف التقليدية بهذه المدينة العريقة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على المكانة المتميزة التي يحتلها هذا القطاع لسنين طويلة خلت، حيث تمكن من شق طريقه والانتقال من مرحلة الانتاج المحلي إلى الانتاج الموجه للتصدير بواسطة وحدات انتاجية تجمع بين أصالة الفن التقليدي ومواصفات الجودة في قالب فني يعطي المكانة اللائقة لهذا المنتوج التقليدي الذي يختزن طاقات ابداعية خلاقة ومواهب فعالة في مجال الاثقان والابداع.ينتمي هذا الفن التقليدي إلى صنف الصناعة التقليدية الانتاجية، وقد شهدت هذه الصناعة قفزة نوعية مع مرور الزمن حيث انتقلت من صناعة يدوية تنجز في البيوت وفي بعض المعامل الصغرى إلى انتاج ينجز في وحدات انتاجية من طرف أصحاب المعامل المتوسطة والصغيرة والتعاونيات بالاضافة إلى النساجات اللواتي ينجزن هذا المنتوج داخل المنازل.ويتنوع انتاج الزرابي بمدينة سلا بين الحنبل الذي يعتبر من أقدم صناعات النسيج بسلا، ثم الزربية التي تحمل إسم الرباطية، وتأتي في المقدمة حيث تليها الزرابي البربرية أو زرابي الأطلس المتوسط ثم الزرابي العصرية التي اختصت بانتاجها بعض الوحدات الإنتاجية.

 لكن بالرغم من كون مؤهلات قطاع الزرابي تشير إلى كونه نشيطا وحيويا إلا أنه أصبح يتخبط في براثن التدهور والركود الذي اكتسح القطاع منذ الثمانينات بحيث أصبح هذا القطاع يتراجع بشكل تنازلي نتيجة تراجع الطلب على المنتوج واقبال المستهلك على الزرابي البلجيكية وولوج بعض الطفيليين إلى قطاع الزربية وارتفاع أثمان المواد الأولية وبالأخص الخيوط، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وعدم احترام مقاييس الجودة في الإنتاج، وتباين اللحمة والسدة الغير المحكمة و”زلاجة الحاشية” والهذاب الغير المعقودة والمظفورة، وظهور جيوب على الزربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق